نظرية التنافر المعرفي – عندما ترفض الحقيقه حتي لا تفكر

الحقيقه
Image source: theodysseyonline.com

كثيرا ما تواجهنا مشاكل في تحقيق التوازن بين معتقداتنا وسلوكياتنا وما نكتشفه من خلال الواقع او المعرفة بحقائق ومعلومات جديده, فيتولد لدينا اما شعور بالنفور والرفض تجاه تلك الافكار المضادة التي تتنافر مع معتقداتنا حتي لا نتعرض للصراع النفسي ولكي نشعر بالراحة واننا علي صواب ,او شعور جديد بالرغبة في اعادة النظر بأفكارنا ومعتقداتنا ولكن هذا يكون باهظ الثمن لذلك غالبية الناس تفضل الحل الاول

 

لخص عالم نفس اجتماعي يسمي ليون فيستينغر (1919-1989)– Leon Festinger عام 1957 هذه المشكلة في نظرية تسمي نظرية “التنافر المعرفي” او Cognitive dissonance

وهي تلخص الاضطراب النفسي الذي يشعر به الفرد عندما يحاول التوفيق بين معتقداته وبين افكار ومعلومات جديده مضاده,وهي ان الفرد يقوم برفض المعلومات الجديدة ويحصر نفسه في معتقداته المسبقة وتكون كل مناقشاته غير منطقيه حيث يفكر بطريقه وب ادله تدعم فقط وجهة نظره وبالتالي لا يسمح لنفسه بان يفكر بشكل منطقي ويغلق عقله ويرفض رفض تام ان يفكر في الافكار المعارضة او المخالفة ويحاول فقط تأكيد افكاره القديمة.

ما الذي يؤثر في حجم التنافر المعرفي؟

كلما جاءت تلك المعتقدات والافكار نتيجة تراكمات زمنيه(سواء معتقدات دينية او عادات وتقاليد موروثة) واصبحت موروثات عائليه واجتماعيه نميل الي الاعتقاد انها الحقيقة المطلقة الغير قابله للنقض او المناقشة وتصبح جزء اصيل من الهوية والشخصية.

 

في عام 1954 تنبأت جماعه دينية في شيكاغو الامريكية ان نهاية العالم ويوم القيامة سيكون في يوم معين قاموا بتحديده وجذبت تلك الفكرة العديد من المؤمنين والمؤيدين وانضموا لتلك الجماعة, سمع العالم فيستينغر بتلك الجماعة وانضم لها هو ومساعده واظهروا انهم يؤمنون بتلك الفكرة ومارسوا معهم طقوسهم حتي يقوموا بدراسة نفسيه لمن يؤمنون بتلك النبوءة قبل وبعد موعدها

وفي اليوم المحدد لنهاية العالم اجتمع الاعضاء وكان الموعد المحدد هو منتصف الليل الساعة الثانية عشرة وعندما دقت الساعة ولم يحدث شيء ومضت عدة دقائق واعضاء الجماعة ينظرون لساعاتهم ومندهشين ويمرون بلحظات من التوتر والاضطراب والقلق النفسي لان شيء لم يحدث, ظهر قائد الجماعة ليعلن لهم ان الرب قد رحم العالم واجل موعد قيام الساعة الي موعد اخر سيتم تحديده لاحقا.

بعد هذا التبرير زال الاضطراب من اعضاء الجماعة وشعروا بالراحة واستمروا في ايمانهم بعقيدتهم بالرغم من فشل النبوءة

الف بعدها عالم النفس السابق كتابه “عندما تفشل النبوءة” ووضع فيه نظريته السابقة الخاصة بالتنافر المعرفي وناقش فيها الحالة التي تنتاب الانسان عندما يحدث له تعارض صارخ بين اعتقاده و بين ما يدركه من حقائق ومعلومات في الواقع

وجد فيستينغر أن الكثير من الناس لو كان إيمانهم عميقًا فإنهم ربما سيبحثون عن أي تفسير ولو كان سخيفًا حتى لا يهتز ايمانهم و ويبرروا واقعهم, لان العقل البشري يحاول علي قدر الامكان التخلص من مسببات الحيرة والقلق عن طريق البحث عن اسهل الحلول.

مصادر

!ما هي نظرية الأحمق الأعظم؟

759 views