ضحية جريمة قتل من العصور الوسطى

جريمة قتل
إعادة بناء وجه ضحية جريمة قتل سيتيجليو، الذي قُتل في وقت ما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر فيما يبدو أنه كان هجومًا مفاجئًا
Image credit: Stefano Ricci/University of Siena


قُتل ضحية جريمة قتل من العصور الوسطى بضربات متعددة بالسيف على الرأس في “حالة عنف خام”

 

تشير ضربات السيف على رأس ضحية جريمة قتل في العصور الوسطى في إيطاليا إلى “حالة مبالغة في القتل”.

 

قبل أكثر من 700 عام، أنهت “حالة عنف” من العصور الوسطى حياة شاب بأربع ضربات بالسيف على الرأس، وفقًا لدراسة جديدة عن ” قضية باردة غير معروف تفاصيل الضحية او دوافعها” cold case  في العصور الوسطى “Medieval”.

تشير وحشية الجروح إلى أن جريمة القتل ربما كانت “حالة مبالغة في القتل”، كما قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة كيارا تيسي Chiara Tesi ، عالمة الأنثروبولوجيا في مركز علم آثار العظام وعلم الأمراض القديمة بجامعة إنسوبريا في إيطاليا.

قامت تيسي وزملاؤها بتحليل بقايا الهيكل العظمي للضحية باستخدام تقنيات الطب الشرعي الحديثة، بما في ذلك التصوير المقطعي المحوسب (computed tomography (CT)) – فحوصات الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد three dimensional X-ray scans – والفحص المجهري الرقمي precision digital microscopy الدقيق لإصابات الجمجمة.

وقالت كيارا تيسي : “من المحتمل أن المهاجم فاجأ هذا الشخص” ولم يتمكن من حماية رأسه بشكل صحيح.

بعد مهاجمة الضحية في البداية من الأمام، يبدو أن القاتل طارد الرجل وهو يستدير، ومن المحتمل أنه كان يحاول الهرب، حيث تم إحداث أعمق الجروح من الخلف، وفقًا لدراسة نشرت في عدد ديسمبر من مجلة العلوم الأثرية.

القتل الوحشي

اكتشف علماء الآثار الهيكل العظمي للضحية في عام 2006 في كنيسة سان بياجيو San Biagio في سيتيجليو Cittiglio، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة فاريزي شمال إيطاليا.

يُعتقد أن أقدم أجزاء الكنيسة يعود تاريخها إلى القرن الثامن الميلادي، ولكن تم العثور على الهيكل العظمي المدمر في قبر في ردهة أو بهو مفتوح بني بالقرب من المدخل في القرن الحادي عشر.

يشير التأريخ بالكربون المشع radiocarbon dating إلى أن الضحية دُفنت هناك قبل عام 1260 م.

وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الضحية كان رجلاً يتراوح عمره بين 19 و24 عامًا عندما قُتل.

أشارت دراسة عن أعمال التنقيب نشرت عام 2008 في مجلة Fasti Online إلى بعض إصاباته، لكن تيسي قالت إن الدراسة الجديدة كشفت عن مزيد من الإصابات وتسلسل حدوث جريمة القتل.

وقالت إن الشاب من المحتمل أنه كان يصد أو يتفادى الهجوم الأولي للمهاجم، على الرغم من أن الضربة الأولى ما زالت تسبب إصابة بالغة في الجزء العلوي من الجمجمة.

وأضافت أنه عندما استدار بعيدًا للهرب، “تعرض الضحية بعد ذلك لضربتين أخريين في تتابع سريع، أثرت إحداهما على منطقة صوان الأذن والأخرى على المنطقة القفوية [مؤخرة الرقبة]”.

في النهاية، ربما كان مرهقًا ووجهه للأسفل، تلقى أخيرًا ضربة أخيرة في مؤخرة رأسه تسببت في وفاته على الفور

وقالت تيسي إن هذه “المبالغة الواضحة” تشير إلى أنه ربما كان هناك دافع معقد للقتل – ويبدو أن مثل هذا الهجوم الشديد يظهر أن المهاجم مصمم على إنهاء مهمته القاتلة.

ضحية قتل
(Image credit: Stefano Ricci/University of Siena)

وجدت أحدث دراسة أن ضحية القتل ربما قُتلت بأربع ضربات سيف في الرأس؛ الأول تسبب في جرح طفيف، لكن يبدو أن الآخرين قتلوه أثناء محاولته الهروب من الهجوم.


بقايا العصور الوسطى

وتظهر الدراسة الجديدة أن الإصابات كلها كانت ناجمة عن نفس السلاح الأبيض – ربما سيف فولاذي – في حين أن موضع الجروح يشير إلى أن الإصابات قد ألحقها مهاجم واحد، على حد قولها.

وقالت تيسي إن الباحثين بحثوا في السجلات التاريخية في محاولة لتحديد هوية الضحية، لكننا “لم نعثر على أي شيء“.

ومع ذلك، يشير دفنه البارز إلى أنه ربما كان عضوًا في عائلة دي سيتيليو De Citillio القوية التي أسست الكنيسة في الأصل.

ويشير الجرح الملتئم في جبهة الضحية إلى أن لديه خبرة في الحرب؛ في حين أن ملامح لوح كتفه الأيمن ربما تكون ناجمة عن “الممارسة المعتادة للرماية واستخدام القوس منذ سن مبكرة”، ربما يدل ذلك على أنه كثيرًا ما كان يذهب للصيد من أجل الرياضة.

ولفحص كيفية تأثر ضربات السيف بالأنسجة الرخوة للضحية المتحللة الآن، قام الباحثون بإنشاء إعادة بناء لوجه الضحية.

وقالت: “لقد اختبرنا تكوين الجرح من خلال وضع شفرة على الرأس المعاد بناؤه وتكرار الضربات التي تلقاها الشخص“.

ساعدت عملية إعادة البناء في تقييم مدى خطورة الإصابات.

 

وقالت كارولين ويلكنسون Caroline Wilkinson، مديرة مختبر الوجه Face Lab في Liverpool John Moores في المملكة المتحدة:

“إنهم يستخدمون الرأس كوسيلة لإظهار هذه الجروح المتعددة في الجمجمة” .

“و إنه أمر مثير للاهتمام – الاستخدام الجيد لتقنيات الطب الشرعي للنظر في الصدمات التي لحقت بالرأس، وكيفية حدوث تلك الجروح” .

ولم تشارك ويلكنسون في الدراسة الجديدة لكنها عملت على إعادة بناء وجوه بعض ضحايا مذبحة اليهود في العصور الوسطى في مدينة نورويتش Norwich الإنجليزية .

وقالت إن إعادة بناء وتصور الوجوه “يمكن أن يخلق قصة شخصية حول الرفات البشرية، بدلا من مجرد النظر إلى العينات في صندوق زجاجي”.

تعتقد كيارا تيسي مؤلفة الدراسة أيضًا أن إعادة البناء يمكن أن تساعد الأشخاص على التواصل مع الضحية.

وقالت: “إن رؤية وجه وعين شاب هي بالتأكيد أكثر عاطفية من مجرد النظر إلى جمجمة“.

 

اكتشاف مومياء عمرها 800 عام في البيرو