كم من الوقت يستغرق تعافي البكتيريا المعوية من المضادات الحيوية؟

بينما اعتاد الكثير منا على اعتبار البكتيريا أو الميكروبات الموجودة داخل أجسامنا غزوًا خطيرًا، إلا أننا نمتلك مليارات الكائنات الدقيقة في أمعائنا، وهي حيوية لصحتنا.

تلعب هذه الكائنات دورًا حاسمًا في عملية الهضم من خلال تكسير الألياف النباتية وفي السنوات الأخيرة، اكتشف العلماء أنها تساعد أيضًا في التحكم في كيفية تخزين الدهون، وكيفية موازنة مستويات الجلوكوز في مجرى الدم، وكيفية استجابتنا للهرمونات التي تنظم جوعنا.

بل إن هناك أدلة على أن المزيج الخاص من الميكروبات في أجسامنا يمكن أن يحدد بشكل كبير ما إذا كنا نحيفين أم زائدي الوزن [المصدر: Wallis ].

تُهاجم المضادات الحيوية واسعة الطيف مجموعة واسعة من الميكروبات، بما في ذلك البكتيريا النافعة.

وقد اختبرت دراسة نُشرت عام ٢٠١٢ آثار عدة مضادات حيوية مختلفة، ووجدت أنها قللت من تنوع البكتيريا المعوية بعد ٢٤ ساعة فقط [المصدر:  Cotter ].

فبمجرد القضاء على الكائنات الدقيقة النافعة في أمعائك، قد تنتقل إليها كائنات ضارة.

وكتبت الباحثة أوشا ستيفل Usha Stiefel  من جامعة Case Western Reserve University في مقال نُشر عام ٢٠١٤:

“عندما يتلقى المرضى في المستشفى أو دار رعاية المسنين المضادات الحيوية، فإن الأمر يزداد خطورة عندما يفقدون بكتيريا القولون الطبيعية لديهم”.

وأضافت: “تمتلئ مرافق الرعاية الصحية بالبكتيريا المقاومة أو شديدة الضراوة، وبالتالي يكون المرضى أكثر عرضة لاكتساب هذه البكتيريا داخل أمعائهم” .

في النهاية، تعود البكتيريا النافعة داخل جسمك إلى طبيعتها، في معظم الأحيان، وبحلول نهاية دورة المضادات الحيوية، يصبح تعداد الميكروبات الداخلية لديك مماثلاً لما كان عليه من قبل.

لكن قد تكون الكمية العددية الهائلة مضللة، إذ وجد الباحثون أن البكتيريا الناجية لديها قدرة منخفضة على إنتاج البروتينات، وامتصاص الحديد، وهضم بعض الأطعمة، وإنتاج جزيئات كيميائية أساسية [المصدر:  ScienceDaily ].

ويكون تأثير المضادات الحيوية على مزيج البكتيريا أكثر إستدامة.

وجدت دراسة نُشرت عام ٢٠١٢ في مجلة Antimicrobial Agents and Chemotherapy أنه بعد ثمانية أسابيع من العلاج بالمضادات الحيوية، ظلّ تنوع البكتيريا المعوية الداخلية لدى الرضع منخفضًا [المصدر: ScienceDaily ].

وكشفت دراسة أُجريت على بالغين عولجوا بمضاد حيوي قوي واسع الطيف، ونُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences عام ٢٠١١، أن مزيج الكائنات الحية الدقيقة الداخلية لديهم ظلّ مضطربًا بعد التجربة التي استمرت عشرة أشهر، وأن العواقب الكاملة لهذه الحالة المتغيرة لا تزال مجهولة [المصدر:  Dethlefsen and Relman ].